الثلاثاء، 4 يونيو 2013

الصداقة بين التقليد الأعمى للغرب ومفهومها الشرقي

الصداقة بين التقليد الأعمى للغرب ومفهومها الشرقي
" الصداقة بين الرجل والمرأة ممكنة ضمن إطارها السليم "

يقول فولتير :" أيتها الصداقة لولاك لكان المرء وحيداً ، وبفضلك يستطيع المرء أن يضاعف نفسه وأن يحيا في نفوس الأخرين " . يحتاج كل فرد إلى كائن آخر يقاسمه تفاصيل حياته او يستمع له ويخفف عنه و هذا الكائن ليس الأم ولا الأب و لا الإخوة و الأقارب ولا شريك الحياة ، هو الصديق . والصداقة حاجة انسانية تجمع البشر بغض النظر عن اللون والعقيدة والعمر والمستوى الثقافي والجنس (الجندر) إلا ان الصداقة بين الرجل والمرأة لطالما كانت احد المفاهيم الأكثر إشكالاً وجدلاً ، أضف الى ذلك نظرة المجتمع السلبية بأنها احد اشكال الخطيئة . غير ان هنالك حالات فردية مشبعة بالثقافة والوعي الى جانب القيم الدينية والانسانية تؤمن بالصداقة ما بين الجنسين المختلفين .وتعتبر الصداقة احد المواضيع الاجتماعية المهمة لذلك قمنا بحوار الدكتورة نجلاء صالح في قسم علم الاجتماع و الخدمة الاجتماعية في كلية الآداب عن الصداقة وخاصة بين الرجل والمرأة في مجتمعنا .
v      هل علاقة الصداقة حقيقة موجودة أم خيال ؟
علاقة الصداقة موجودة أكيد والدين يدعو لها و المجتمعات العربية تتصف بالألفة وتميل لتكوين الصداقات . وهي ظاهرة صحية وخاصة للشباب ، كما انها مهمة في المجال الاجتماعي وتعتبر حاجة نفسية من خلالها يحظى الإنسان بالتقدير والأهتمام وهذا في غاية الأهمية للإنسان .
v      هل من الممكن ان تكون علاقة "مصلحية" ؟
الصداقة شيء وجداني وليس نفعي ولكن ان تحولت لعلاقة نفعية ومصلحية فهذا مؤشر على اختلال في القيم ويجب البحث في أسبابه ، وأخذت بعض الصداقات التحول بالتدريج لعلاقات نفعية لأن المجتمع اصبح يميل الى المادية وذلك يؤدي الى مشكلات واضطرابات نفسية وخاصة لفئة الشباب ، فقد اشتكى لي بعض الفتيات عن تعرضهم للاستغلال بسبب العلاقة النفعية تحت اسم الصداقة و أدى الى فقدانهن الثقة بالآخرين . لذلك يجب انتقاء الصديق الحقيقي بدقة و بسبب التغييرات السريعة التي يشهدها العالم اليوم هنالك حاجة لوجود صديق قريب لاستشارته دون مقابل .
v      هل الصداقة بين الرجل و المرأة ممكنة أم هي قلعة من الرمال ؟
ممكنة 100% ولن تكون قلعة من الرمال إذا كان الطرفين على مستوى من الوعي والإدراك وهذا لا يشترط التعليم وتتمثل صداقاتهما باستماع كل منهما للطرف الاخر ، لكنها تشوه بنظرات المجتمع و تقاليده وتتحول العلاقة البريئة في نظر الاغلبية الى علاقة سلبية .
v      أين من المرجح ان تنشأ هذه الصداقات ؟
تنشأ في اماكن العمل والدراسة وبالإضفة الى اماكن مزاولة الانشطة مثل الاندية الثقافية والرياضية باختصار في اماكن عامة وليس في الخفاء .
v      تأثير العولمة على هذه العلاقة البريئة؟
صداقة الرجل والمرأة موجودة مسبقاً إنما بنسب بسيطة ولدى فئة معينة وبدخول العولمة ومتطلباتها على فئات غير واعية والرغبة في محاكاة الغرب ونهج حياتهم قامت هذه الفئات بتشويه صورة العلاقة البريئة لفقدانهم الوعي والتقليد الاعمى لفئة الطبقة الراقية وتحويل الصداقة بين الجنسين لظاهرة سلبية .
v      هل تؤدي الى زواج الصديقين ؟
لا اعتقد انها تنتهي في الاغلب بالزواج ، ولا يجوز تشريعها لبداية زواج سليم وانما نكتفي بالتعارف لغايات الزواج .

v       ما الأمور التي يجب مراعاتها للحفاظ على إطار الصداقة البريئة؟
للحفاظ على الاطار السليم لهذه العلاقة لا بد من الالتزام بالحدود كالابتعاد عن استخدام الكلمات البذيئة ، عدم التطاول بالايدي حيث ان جسم المرأة هالة بحد ذاته وله خصوصية فالعلاقة مبنية على العقل وليس الجسد ، كذلك تحديد اوقات التواصل فلا يسمح بالاتصال في وقت متأخر ، واخيرا دور الاسرة في المراقبة والتوجيه .
v      كيف تنتهي هذه الصداقة عادة ؟
تنتهي على الأغلب بزواج احد الطرفين لأنه من المؤكد الزوج وخاصة الشرقي لن يسمح لزوجته باستمرار علاقة مع رجل اخر ولو كانت بريئة ، وقد تستمر في حالات نادرة واستثنائية وهي ان يكون الشاب صديق للزوجين .
v      لماذا لا تعترف او تقبل مجتمعات العالم الثالث بهذا النوع من الصداقات ؟
بالاضافة الى ذلك فهو مجتمع شرقي يميل الى التدين ، له عاداته وتقاليده المتوارثة من جيل الى اخر تؤثر على تفكير افراده ، والجدير بالذكر ان الدين الاسلامي لم يرفضها قطعيا إنما أباحها في إطار العمل في مواقف معينة دون أية  اهداف .
v      هل تعتبرين حضرتك ان العلاقات التي ترينها في الجامعة بين الفتيات والشباب هي صداقات بريئة؟
للاسف لا ، الطبيعة العاطفية للفتاة والكبت و فقدان الحوار والرقابة الصارمة والعنوسة المبكرة تجعل الفتاة وحتى العقلانية الرغبة في تحدي الاسرة والمجتمع ، ومن جهة اخرى الشاب يحاول محاكاة الغرب في امور ولكنها تنتهي بالتقليد الأعمى دون الوعي ومما يؤدي الى علاقات صداقة نفعية وحدوث مشاكل اجتماعية للفتاة على وحه الخصوص مع اسرتها و قد تصل احيانا الى العشائر ، و الخطأ في هذه الحالة مسؤولية كلاهما .
و هكذا ، نصل الى ان الصداقة بينهما ممكنة وكل ما تحتاج اليه هو توقف شباب اليوم عن التقليد الاعمى وليس هناك من مشكلة في استخدام العقل والتصرف بشكل واعي و مسؤول، وأيضا ،ً كسر جدار الخوف وبناء علاقة مع الوالدين على اساس الاحترام و ان يكونا في الصورة والعلم بكل مجريات الحياة اليومية لابنهم و ابنتهم الى جانب وضع القيود اللازمة لتجريد العلاقة من اي رغبات تفسدها و أخيراً ان تكون في إطار العمل او الدراسة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق