الثلاثاء، 4 يونيو 2013

التقليد الأعمى يكمل طريقه .....وبدء ظهور الجنس الثالث

 

شو هاد يلي مر من جنبك؟!" عبارة استفاهمية تنتشر في الأونة الأخيرة ، ويقصد منها عن جنس الكائن الذي قد مر من جانب زميله أو زميلتها ، هل هو شاب أم فتاة ؟!

يتزايد أعداد ضحايا التقليد الأعمى الذي أحد مظاهره هو تقليد الشاب في بعض السلوكيات و اللباس للفتاة  والعكس . ويظهر التمادي لدى فئة الشباب في ارتداء البنطال "الخصر الساحل جدا" وتصفيف الشعر بشكل جنوني وبعض الأحيان منهم يلجأ الى صبغه ، تنميص الشابلشعر الحاجب واستخدام مستحضرات التجميل بشكل ملحوظ في المقابل تقوم بعض الفتيات بارتداء ملابس رجالية وتصفيف الشعر بالطريقة التي ذكرناها سابقا بالإضافة الى محاولة المشي كالشاب والتكلم بصوت مرتفع و جهوري وتسميتهن بـ"البويات" .

وتقول الطالبة الجامعية نرمين الشرمان"لا أتقبل هذا التقليد أبدا ولا أدري لما التعدي على خلقة الله ،هؤلاء يروابأنها حرية لكنها غير متوافقة مع عاداتنا و تقاليدنا ."وتضيف الشرمان:"شاب لا يستحسن فكرة البنطال الساحل لكن يقبله لأن اغلب زملائه  يرتدوه اي حسب مبدأ الموت مع الجماعة أرحم".

 

بينما ياسمين وساس تقول " اذا كان هنالك أسباب عضوية لا مشكلة لأنه هكذا خلق أما اذا كان كما هو حال الأغلبية مجرد تقليد فهذا يثير الاشمئزاز وخاصة في تقليد الفتاة للشاب."

ويقول الطالب محمد القرعان " في الآونة الأخيرة أصادف يوميا شبان  يتكلمون بطريقة ناعمة لا تتصف بالرجولة ابدا والشيء الفظيع ان هنالك البعض منهم يضع مستحضرات تجميلية  بشكل ملفت ، وانا شخصيا اقوم بالسخرية منهم واطلق عليهم (طنطات) ". ويبين ان حب التميز عن الاخر والفراغ وضعف القيم الدينية وراء هذه السلوكات .

عمر ذوابة يقول:" اتساءل لماذا ؟ ما هي دوافع هؤلاء الشباب للقيام بهذا . ولما رفض الذات والتهرب من الواقع والعيش بالحلم فالفتاة تعتقد بأنها بتقليد الشاب سطحيا يجعلها مضمونا أيضا هكذا . واعتقد ان السبب الرئيسي هو خلل البيئة المحيطة والقريبة من هذا الفرد ."

وهذه الظاهرة تشمل البعد التربوي والديني والاجتماعي والاعلامي . في الحقيقة نصادف في الشارع اشخاص و نتساءل أين والديهم منهم ومن قام بتربيتهم على ان هذه السلوكيات سليمة ،عبير الرفاعي اخصائية في التربية ، تقول :" يسلك الشباب من فئة الذكور سلوكيات لا تنم عن الرجولة ، أيضا المظهر- لباس و تسريحة الشعر- والسبب هو قبول الغريب والممنوع عن الثقافة المجتمعية ." كما تشير ان تراجع دور الرقابة الأسرية؛ فالأم اصبحت عاملة تعوض نقص غيابها بتقديم حرية التصرف بينما الاب يتقبل السلوكيات الغريبة بحجة الفجوة الجيلية غير اننا اصبحنا نعاني من فجوة في القيم . وتضيف:"الرغبة في الانتماء الى مجموعة لديها قوانينها التي تفرضها على الفرد وللأسف دورالاسرة غائب في التعرف على رفاق ابنائهم . ونلاحظ ان اعداد الذكور المقلدين اكثر من الفتيات وذلك لان المجتمع تغلب عليه صفة الذكورية والظن بانه لا يعيبه شيء "

في حين يؤكد الأستاذ محمد ضياء الدين في الشريعة على ضعف الإيمان لدى الجيل الجديد، فيقول :"دور التربية الايمانية والعقيدية مغيب  لأن اغلب الآباء يعتقد ان دورهم يقتصر في احضار الطعام والشراب و توفير الملبس ، بعبارة اخرى الاهتمام بالجانب المادي وإهمال الجانب الروحي وهذا يخالف قيم الدين الإسلامي ."

ويذكر مثالاً على انه احيانا الخلل في ولي الأمر حيث جاء رجل الى أمير المؤمنين يشكو ابنه بانه يعقه . فقال احضر ابنك لأحكم، فعندما استدعي الابن ،فقال عمر: ان اباك يشكوك .

 رد الابن :اني اريد اعرف ما حقي عليه يا امير المؤمنين .

 فقال عمر : حسن اختيار  امك واسمك وتعليمك شيئا من القرآن .

فقال : وما حقق واحدة منها ؛ أمي زنجية كانت متزوجة من مجوسي واسماني جعل اي الصرصار ولم يعلمني من كتاب الله شيئا  . فحكم عمر ان الأب هو المخطئ وهذا ما يحدث في زمننا ، يمارس الشباب سلوكيات غير سليمة نتيجة خطأ الاهل . ويضيف ضياءالدين:" العولمة والانفتاح على الغرب دون ضوابط و مشاهدة ما يخل بالأدب الىجانب ارتداء ملابس لا تتناسب مع  قواعد الدين ثم عمل المرأة غير محرم لكن اصبحت تمارس مهن غير مقبولة وتتعدى على جوهرة الأنوثةالتي انعم بها الله عليها وكل هذا بحجة الحرية والجمالية ."

اما من وجهة نظر اعلامية ، يؤكد استاذ في الاعلام عبد الناصر طبيشات ان لوسائل الدور الاكبر في تفشي هذه السلوكيات حيث تبث مشاهد تخدش الحياء وتشجع على ممارسة الحرية المطلقة ،كما يوضح الى دورها في تغير القيم حيث ان الفرد الملتزم ينظر اليه بأنه رجعي او ضعيف الشخصية على النقيض الفرد الخارج عن المألوف وبالأخص بالمعنى السلبي فيلقى تصفيقا و يوصف بالقوي . ويقول الطبيشات:" الحمدلله انه ما زال ينظر الى هذه الفئة المقلدة وغير الواعيةبشكل دوني ."

في حين تؤكد نجلاء صالح اخصائية في الخدمةالاجتماعية الخلط بين مفهوم الثقة والحرية بلا ضوابط هو وراء ممارسة الشباب لهذهالسلوكيات ، وتلفت صالح الى ان شباب المدن هم النسبة الاكبر من ضحايا التقليد لانابناء المجتمعات الريفية لديهم تحفظ اكثر . وتقول :"يلجأ البعض لهذا كنوع من التميز و يؤسفنا ان هنالك فئة تبحث عن الشذوذ السلوك لاعتقادهم هذا هو مدلول الشخصية الفريدة ." وتؤكد بأنها ليست سوى مسألة وقت "موضة " واذااستمرت فستكون محصورة بفئة محدودة لأن المجتمع ينفر منهم ، فضلاً عن التزامه بالعادات والتقاليد في النهاية .


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق