بلد نيوز .. نايفة
العموش
ظاهرة اجتماعية
لم تسلم منها دولة على وجه الأرض إلا ان سماع حدوثها في بلد عربي وإسلامي يدب القشعريرة
. نعم ، التحرش الجنسي بأشكاله المختلفة و الذي ينتشر سريعا كالمرض الخبيث.
لا يوجد تعريف
عالمي موحد للتحرش الجنسي لأنه يختلف من فكر أمة الى اخرى ،و لدى الأغلبية هو ما يتعلق
باللمس والجسد انما هو ينقسم الى ثلاثة اوجه وهي: اللفظي الذي اصبح جزء من حياتنا اليومية
ويتمثل بالتعليقات وقد تكون غير اخلاقية و من ثم غير اللفظي من تحديقات وتصفير وأخيرا
اللمس والاعتداء والجدير بالذكر ان اللمس موسمه ايام ما قبل الاعياد حيث الأسواق مزدحمة
بالسيدات والآنسات لشراء ملابس وحاجات العيد علاوة على ذلك انقطاع التيار الكهربائي
كما سبق حدوث ذلك في احد المحلات التجارية.
التحرش الجنسي
ظاهرة اجتماعية خطيرة وهي ممارسة سلوك مذموم ومحرم وقد يتعدى الى سلوك جنسي يمس المرأة
، القاصر، الطفل، العجزة وحتى الحيوانات .
ويمارس هذا السلوك
القوي ضد الضعيف ، ذكور ضد الإناث ، الرؤساء ضد المرؤوسين، الكبار ضد الأطفال و يعد
أخطرها ، والبشر ضد الحيوانات.
المرأة لا تزال
الحلقة الأضعف في مجتمعنا واذا كانت الضحية تمتنع عن تقديم شكوى خوفا من الشائعات وثقافة
الخجل والنظرة السلبية او عقاب الأسرة نتيجة عادات سائدة متخلفة تعتبرها المسؤولة عما
حدث لها ، وفي احيان كثيرة يكون المتحرش من احد الأقارب فكم من خال او اب تحرش بابنته
او اخ بأخته .
ذكرت الآنسة (م.ش)
انها تعرضت للتحرش من قبل اخيها الذي اعتدى عليها وكانت سوف تتقدم بشكوى ضده إلا ان
والدتها منعتها وقامت بتزويج ابنها .
بينما ذكر الطبيب
(م.ث) انه خلال احدى مناوباته في مستشفى حكومي في المنطقة الوسطى قدمت الى الطوارئ
فتاة ومن بعد الكشف عليها تبين انها تعرضت لاعتداء جنسي وقد اعترفت ان والدها الذي
قام بذلك وكذلك لحق الآذى اخواتها الأخريات وعددهن ست ، وحين حضر الوالد سأله الطبيب
عن سبب قيامه بهذا السلوك فكان جوابه : حرام التفاح الحلو يضل عالشجرة اذا استوى وانا
لي الاولوية.
في حين ذكر الطبيب
(م.ط) يعمل في مستشفى حكومي في احدى محافظات الشمال انه أتت فتاة تبلغ من العمر 16
عاما و كانت حامل ومستعدة للإنجاب وبعذ ذلك سئلت عن أب الطفل المولود وبعد محاولات
عديدة اعترفت بأن أخاها قد اعتدى عليها مع العلم انه هو ولي أمرها – والداهما متوفيان-
وكانت جاهلة لنتائج فعلة كهذه .
كما يتم استغلال
المنصب أحيانا لإشباع الغرائز وممارسة هذه السلوكيات من نظرات و كلام او ما يتعداهما
من قبل داكاترة في الجامعات مع طالباتهم او مديري الشركات والسكرتيرات، ففي تحقيق سابق
قامت به صحيفة الغد مع 100 طالبة جامعية تبين ان 20% من حالات التحرش مصاحبة للتهديد
إما بالرسوب او العلامة المتدنية .
الانسة (ح.م):
خلال دراستي للمساق (س) كان الدكتور يحدق الى الفتايات بشكل غير لائق وعند مراجعته
في نهاية المحاضرة بغاية استفسار او سؤال عن المادة كان دائما رده : الحقيني عالمكتب
.
وطالبة اخرى قبلت
بالخروج مع مدرسها في رحلة هادئة بعد تهديدها بالرسوب .
بالإضافة الى ما
سبق اكدت دراسة رسمية ان التحرش خاصة الأعتداء جنسيا على الأطفال يفوق الاعتداء على
النساء ، فهنالك من 1300 الى 1400 حالة سنويا ويرجع سبب لجوء النفسيات المريضة الى
الاطفال أولاً :سهولة ايجادهم وتجولهم في الشوارع و الزقاق ، ثانياً: عدم تثقيفهم جنسيا
لكلا الجنسين الأنثى والذكر حيث تعتبر النسبة الأكبر من الأهالي هذا النوع من التثقيف
عيبا وعدم قدرتهم وخجلهم بمصارحة ابنائهم بأمور متعلقة بالجنس وانهم سوف يتعرفوا اليها
عندما يبلغوا ، وبسبب ذلك لا يعي الطفل الضحية ما حدث له .
وكشف الطبيبة الشرعية
اسراء الطوالبة في تحقيق سابق انه في اغلب الأحيان تتنازل عائلة الطفل الضحية عن حقها
الشرعي خوفا من الفضيحة على الرغم من ان عقوبة مغتصبي الاطفال وفق القوانين المختصة
هي الإعدام شنقاً. وقد حكمت مطلع العام الحالي محكمة الجنايات الكبرى الاردنية بالإعدام
شنقا بحق رجل اربعيني قام باغتصاب فتاة لا تتجاوز 15 عاما تسع مرات.
علاوة على كل هذا
فاني افاجأ بانتشار نوع اخر من التحرش الجنسي وهو ضد الحيوانات ، واتسائل هل وصل بنا
الإنحطاط الى هذا ؟!! فقد ذكر الطبيب (م.ث) انه جاء مريض يعاني من ارتفاع في درجة حرارته
وظهور بثور حمراء وانه يعاني من هذه الحالة المرضية بالاضافة الى الالتهابات المستمرة
حوالي العام وبعد ما اجري له بعض الفحوصات تبين انه مصاب بالزهري ( السفلس ) وهو مرض
تناسلي ينتهي بالايدز، الامر الذي حير الطبيب والممرضين إذ ان عمل المريض راعي أغنام
فمن اين له بهذا المرض؟ّ وبعد محاولات متكررة اعترف بانه مارس الجنس مع الاغنام والحمير
لمرات عدة. ناهيك عن قصص اخرى من الواقع .
واذا بحثنا في
الاسباب فهي كثيرة لانتشار الظاهرة ، فالتطور الاعلامي والعلمي والتكنولوجي خلال القرن
العشرين ولد ممارسات سلوكية شاذة مستهترة بالقيم الأخلاقية، كذلك توسع دائرة المؤمنين
بالفلسفة الوجودية والأنانية "افعل ما تشاء حيت تشاء متى تشاء" اي الدعوة
الى حرية الفعل والمكان والزمان لذلك لا يمكن استثاء اي مكان فهي تحدث في البيت، والشارع
حيث يقوم الشباب والرجال بمعاكسة الفتيات ، وفي مؤسسات تعليمية كالمدارس والجامعات
، واثناء المواصلات واماكن العمل ليلا و نهارا . ايضا خروج المرأة الى العمل ساهم بنسبة
ما في انتشار التحرش باشكاله ، ثم تراجع الوازع الديني وفصل الدين عن الحياة ، وانتشار
الاختلاط و الإباحية من خلال الفضائيات والفيديو والانترنت، الى جانب ذلك الحالة النفسية
فالإنسان المضطرب نفسيا والمنعزل لديه ميول سادية ويشعر بالقبح والنقص فيستعد للقيام
باي سلوك والجدير بالذكر انه في مجتمعنا يستمع ويهتم برأي الآخرين به المبنية على المظاهر
الخارجية واعتبار القيام بعمل خاطئ علنا هي قوة شخصية وهذا يلعب دور مهم في الاضطراب
النفسي .
بناء على ما سبق
تزداد نسبة الانتحار و ميول الضحايا للعزلة والانقطاع عن العمل او الدراسة ، اضف الى
ذلك نظرة الازدراء والاحتقار وخاصة اذا كانت الضحية انثى .
في رأيي يجب ان
نتوقف عن قول "الاجانب علمونا" فنحن نحمل ادمغة على اكتافنا فلما لا نستغلها
، لسنا غير عاقلين كالحيوانات كي نخضع لما امامنا ، لما لا نتوقف عن التطبيق المباشر
وعيش قصص المسلسلات التركية او الفيديو الكليبات الفاضحة؟!! لا داعي للتأجيل والاعتماد
على الغير فلو يبدأ كل فرد بإصلاح نفسه فسوف نبتعد عن الحضيض الحضاري الذي نعيشه الآن
. وما العيب في تطبيق الشريعة الربانية؟ او ان يقدم الرجل تعويض مادي مقابل بقاء المرأة
في منزلها ، لا داعي الى ان يترك الطفل لوحده في الشارع او ان يحصل على مصروف يزيد
عن حاجته كي يزور بما تبقى مقاهي الانترنت ومشاهدة افلام اباحية ولعله يتم حجب المواقع
الالكترونية من هذا النوع ، بالاضافة الى ما سبق اقترح على اهالي الفتيات التخفيض من
المطالب لتشجيع الزواج وحماية الشباب من الوقوع في الحرام ، واخيرا أكرر لا عيب في
تثقيف الابناء جنسيا فلا حياء في العلم ولا الدين .
( فيديو استطلاع
رأي عن رأي الشباب في هذه الظاهرة وما تعني لهم كلمة تحرش وكذلك حالات اخرة ذكرها الطبيب
(م.ع) )
http://www.youtube.com/watch?v=CrOCICTyJow&list=HL1356686518
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق