الثلاثاء، 4 يونيو 2013



                                                                       سحر مغطى بالقليل من الحسد

أنجزت العلوم الطبية تقدما بركانيا خلال القرن الحالي وكشفت عن امراض مختلفة واسبابها وطرق علاجها و واصبح من الممكن علاج اي مرض وحتى الخطير منها  في حال الكشف المبكر . وظن الكثير ان مظاهر القرون الوسطى في تشخيص المرض قد توقف فكان يظننون من يؤلمه رأسه فإن الشيطان قد مسه ويجب عمل جرح في الرأس من ثم رشه بالملح  لكننا على خطأ  قهذه المعتقدات لم تتلاشى .
(س) يحمل درجة الماجستر في الهندسة ويعمل بوظيفة محترمة يشتكي من الالام برأسه فيقول :"ولله حسدوني، هاي عين! معقول حجب؟!" ، الحسد موجود وذكر في القرآن : " وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ " ، لكم ان نضعه حجة لكل عرض مرضي فهذه مشكلة ، وعندما سألته بسخرية عن كيفية العلاج ، فذكر  الاستماع للقرآن وهذا وارد واعتقد انه ليس في حال المصيبة فقط يجب الاستماع لذكر الله ، من ثم الحل المثالي كما لدى المغرمين  بالحسد و السحر  هو البخور و قراءة المعوذات ثم نثره على قطعة حديدة موضوعة على نار هادئة واستنشاق البخار الصاعد  وهنالك ما يسمى الشبه ولونها ابيض فالرسم الذي تشكله يدل على الحاسد ويجب كسره على جبين المحسود بعد برودها ورمي ترابها دون النظر ، بينما الحل المضمون فهو البحث عن خرقة قمشا بالية في حاكورة احد الجيران ويفضل اللون الأسود وان لم يوجد  فعدة خرق من اقمشة ملونة ، لفها واخذ كمية قليلة من الملح  وتتبعها نفس خطوات عمل البخور .
واشخاص يؤمنون بـ " العين الزرقة" وهي حجر زجاجي ازرق مرسوم عليه عين وتصد الحسد والسحر واذا كان درجته قوية فستنكسر العين ، بالاضافة الى السوار الازرق الذي يجب ان يردتيه كل مولود  لحمايته من "عيون" الزائرات.
وامر اخر ملفت هو ارتداء دبوس فضي وان يكون رأسه للأسفل ، كم هذا جميل !
اذ وجد الايمان بالله، فلما الايمان بأمور مضحكة ؟! والمؤسف ان الفئة المؤمنة  مضمونها اشخاص يحملون درجات علمية ومسلمين اذا سألته عن السبب ، يجاوبك: " جدتي كانت هيك تساوي" لكننا خلقنا بزمن غير زمنهم  ولم يتوفر لهم ما هو بين ايدينا اليوم .

              غازي حداد .... بعيدا عن الماء العكر


بلد نيوز - نايفة العموش
تعد مرحلة الطفولة المبكرة مهمة لأنها تلعب دورا  هاما في تشكيل الشخصية و تحديد الرغبات والميول لدى الفرد ،  و قد أدت دورا رائعا هذه المرحلة في تكوين شخصية الصحفي غازي حداد 70 عاما ، طفولته المبكرة  ودراسته في مختلف مدارس المملكة بداية بمدينة المفرق ثم قرية عرجان في محافظة عجلون من ثم الزرقاء والقدس وذلك بحكم عمل الوالد في القوات المسلحة الأردنية ، هذه التنقلات لعبت دروها في حياته . 

undefinedعمل غازي حداد في الرأي في كافة صفحاتها من عام 1978 وحتى عام 2005 و قبل ذلك كتب بشكل دائم في صحيفة الدستور ، ويعمل الآن ممثلاً للإذاعة الأردنية لمحافظة  المفرق  . وأثبتت دراسة بأن أغلب العاملين في الصحافة ليسوا خريجين كلية الصحافة والإعلام بل هم من الهواة و هم الأنجح  ، حداد يعد مثالا بارزاً على أن انجح الصحفيين هم الذين لم يدرسوا الصحافة أكاديميا . فقد درس الحقوق في جامعة دمشق بالرغم من كان ميله منذ البداية للأدب و نظم الشعر والخطابة والكتابة في الصحف الأردنية والسورية وكذلك اللبنانية ، وكانت تنشر كتاباته في مجلة "الأسبوع العربي" اللبنانية . وكان يميل الى دراسة السير الذاتية والمذكرات الشخصية لعدد من الأدباء والقادة لكن لم يكن من بينهم أحدا بمثابة القدوة، بل الحافز و المشجع والإعجاب بالشخصية .و بالنسبة  له  قد عاش العمل الصحفي والثقافي في ذاته ووجدانه، منذ الصغر وجد نفسه لحد كبير في هذا الميدان الذي شهد له به العديد من القامات الصحفية العالية . وإن كان يؤكد بأن الدراسة الأكاديمية في هذا المجال مهمة و ضرورية للصحفي فالأهم هي الرغبة و الممارسة والاستفادة من تجارب الآخرين و تعلم كل يوم من الاخطاء و الابتعاد عن الإدعاء بأن أحدا لا يستطيع ان يكون أكثر دراية و علماً بشيء ، لطالما أعترف بأنه كان يتعلم في ميدان الحياة الرحب كل يوم .

كما يحتفظ في عدة من زوايا المنزل لصور بعض اللقاءات تمثل الصحيفة و الاذاعة والتلفزيون جُلّها مع العظيم المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، اضافة الى لقاءات أخرى مع جلالة الملك عبدلله الثاني و سمو الأمير حسن  وأصحاب السمو و الدولة و المعالي و فعاليات شعبية مختلفة .
ويؤكد حداد بأن نجاحات هذا الوطن ما كانت لتكون بهذه القوة و الضياء و البريق إلا بلمسات القيادة الهاشمية الضافرة، وحرصها على ان يضل سقف الحريات الإعلامية عاليا و رحبا والغالبية العظمى من الصحفيين
و الإعلاميين يعونا جيدا حجم الحرية المتاحة لهم والتي لا تتعارض بدورها مع مصلحة الوطن والحفاظ  على مكونات الأردن من المخاطر التي تحيط به والأيادي التي  تسعى الى تهشيمه و تشويه صورته  ونلحظ الى جانب حس الإنتماء للوطن انتمائه لمهنته ، فهو يحمد الله ان الجسم الصحفي حيثما كان موجودا و أينما يعمل شخوصه هو جسم محترم صادق و شريف في الكلمة والفعل والتطلع الى الأمام .

 الى جانب عمله ،فقد ساهم في تنظيم العديد من الأسابيع الثقافية و المحاضرات و الندوات  و الحلقات النقاشية  ، كما انه ينشط في فعاليات مختلفة مثل نادي المفرق الرياضي و تراوحت  مسؤولياته في مواقع مختلفة في عمل الإدارة و رئاسة النادي  و كذلك رئاسة اللجنة الثقافية  وتنظيم  19 أمسية ثقافية و شعرية و عروض مسرحية  خلال عام واحد  أضف الى ذلك عمله التطوعي في جمعية الوقاية من حوادث الطرق، جمعية البيئة الأردنية والجمعية الأردنية لتنمية و تطوير الموارد الطبيعية ، وفي الجانب الرياضي كان نائب لرئيس اتحاد  الدراجات والناطق الإعلامي للاتحاد الذي كان يرأسه طيب الذكر العلامة الشيخ عبد العزيز الخياط رحمه الله.


علاوة على ذلك فقد تحمل الكثير في مجال عمله من المتاعب و السهر و بذل الجهد و المعاناة والتعب الجسدي حتى استطاع تكوين نفسه بعيدا عن محاولة الإتكاء على الآخرين او الميل او طلب المنافع الشخصية من أي جهة رسمية او شعبية .
كما يهمه كثيرا ما يقولوه الآخرون عنه  فهو انعكاس لتجربته الطويلة في العمل الصحفي و الإعلامي منذ بدايته عام 1978 وللآن وما تصيد يوما في الماء العكر وما حاول ان يسبب الحرج و الضرر لأي مواطن بل يعتمد أسلوبه المعروف  بالاستفسار و طرح السؤال المباشر للمواطن و المسؤول وتلقي الرد منهما بامانة وصدق ووضوح .

يؤكد المقربين من حداد حبه لمساعدة الآخرين ويحرص حرصاً بالغاً و شديداً على تقديم العون والمساعدة لكل من يطلبها بحكم العمل و يلمحوا ملامح الفرح عليه ، بدوره هو يعترف بانه حين يقدم يد العون لأحد فينام ملء جفونه و يتيقن من نجاح مسعاه ومساعدة الأخر و دائما يردد مقولته الملازمة له "عمل الخير يطيل العمر ". 

بالنظر الى ما سبق يمثل غازي حداد دليلاً قويا على وجود فرد يجمع الكثير من الجوانب الإيجابية : الانتماء و الاخلاص والانسانية وحب العمل وبذل مجهود للوصول الى الهدف ، و ردا على انه ما زال في الدنيا أناس أخيار و لديهم ما يقدمونه .


التقليد الأعمى يكمل طريقه .....وبدء ظهور الجنس الثالث

 

شو هاد يلي مر من جنبك؟!" عبارة استفاهمية تنتشر في الأونة الأخيرة ، ويقصد منها عن جنس الكائن الذي قد مر من جانب زميله أو زميلتها ، هل هو شاب أم فتاة ؟!

يتزايد أعداد ضحايا التقليد الأعمى الذي أحد مظاهره هو تقليد الشاب في بعض السلوكيات و اللباس للفتاة  والعكس . ويظهر التمادي لدى فئة الشباب في ارتداء البنطال "الخصر الساحل جدا" وتصفيف الشعر بشكل جنوني وبعض الأحيان منهم يلجأ الى صبغه ، تنميص الشابلشعر الحاجب واستخدام مستحضرات التجميل بشكل ملحوظ في المقابل تقوم بعض الفتيات بارتداء ملابس رجالية وتصفيف الشعر بالطريقة التي ذكرناها سابقا بالإضافة الى محاولة المشي كالشاب والتكلم بصوت مرتفع و جهوري وتسميتهن بـ"البويات" .

وتقول الطالبة الجامعية نرمين الشرمان"لا أتقبل هذا التقليد أبدا ولا أدري لما التعدي على خلقة الله ،هؤلاء يروابأنها حرية لكنها غير متوافقة مع عاداتنا و تقاليدنا ."وتضيف الشرمان:"شاب لا يستحسن فكرة البنطال الساحل لكن يقبله لأن اغلب زملائه  يرتدوه اي حسب مبدأ الموت مع الجماعة أرحم".

 

بينما ياسمين وساس تقول " اذا كان هنالك أسباب عضوية لا مشكلة لأنه هكذا خلق أما اذا كان كما هو حال الأغلبية مجرد تقليد فهذا يثير الاشمئزاز وخاصة في تقليد الفتاة للشاب."

ويقول الطالب محمد القرعان " في الآونة الأخيرة أصادف يوميا شبان  يتكلمون بطريقة ناعمة لا تتصف بالرجولة ابدا والشيء الفظيع ان هنالك البعض منهم يضع مستحضرات تجميلية  بشكل ملفت ، وانا شخصيا اقوم بالسخرية منهم واطلق عليهم (طنطات) ". ويبين ان حب التميز عن الاخر والفراغ وضعف القيم الدينية وراء هذه السلوكات .

عمر ذوابة يقول:" اتساءل لماذا ؟ ما هي دوافع هؤلاء الشباب للقيام بهذا . ولما رفض الذات والتهرب من الواقع والعيش بالحلم فالفتاة تعتقد بأنها بتقليد الشاب سطحيا يجعلها مضمونا أيضا هكذا . واعتقد ان السبب الرئيسي هو خلل البيئة المحيطة والقريبة من هذا الفرد ."

وهذه الظاهرة تشمل البعد التربوي والديني والاجتماعي والاعلامي . في الحقيقة نصادف في الشارع اشخاص و نتساءل أين والديهم منهم ومن قام بتربيتهم على ان هذه السلوكيات سليمة ،عبير الرفاعي اخصائية في التربية ، تقول :" يسلك الشباب من فئة الذكور سلوكيات لا تنم عن الرجولة ، أيضا المظهر- لباس و تسريحة الشعر- والسبب هو قبول الغريب والممنوع عن الثقافة المجتمعية ." كما تشير ان تراجع دور الرقابة الأسرية؛ فالأم اصبحت عاملة تعوض نقص غيابها بتقديم حرية التصرف بينما الاب يتقبل السلوكيات الغريبة بحجة الفجوة الجيلية غير اننا اصبحنا نعاني من فجوة في القيم . وتضيف:"الرغبة في الانتماء الى مجموعة لديها قوانينها التي تفرضها على الفرد وللأسف دورالاسرة غائب في التعرف على رفاق ابنائهم . ونلاحظ ان اعداد الذكور المقلدين اكثر من الفتيات وذلك لان المجتمع تغلب عليه صفة الذكورية والظن بانه لا يعيبه شيء "

في حين يؤكد الأستاذ محمد ضياء الدين في الشريعة على ضعف الإيمان لدى الجيل الجديد، فيقول :"دور التربية الايمانية والعقيدية مغيب  لأن اغلب الآباء يعتقد ان دورهم يقتصر في احضار الطعام والشراب و توفير الملبس ، بعبارة اخرى الاهتمام بالجانب المادي وإهمال الجانب الروحي وهذا يخالف قيم الدين الإسلامي ."

ويذكر مثالاً على انه احيانا الخلل في ولي الأمر حيث جاء رجل الى أمير المؤمنين يشكو ابنه بانه يعقه . فقال احضر ابنك لأحكم، فعندما استدعي الابن ،فقال عمر: ان اباك يشكوك .

 رد الابن :اني اريد اعرف ما حقي عليه يا امير المؤمنين .

 فقال عمر : حسن اختيار  امك واسمك وتعليمك شيئا من القرآن .

فقال : وما حقق واحدة منها ؛ أمي زنجية كانت متزوجة من مجوسي واسماني جعل اي الصرصار ولم يعلمني من كتاب الله شيئا  . فحكم عمر ان الأب هو المخطئ وهذا ما يحدث في زمننا ، يمارس الشباب سلوكيات غير سليمة نتيجة خطأ الاهل . ويضيف ضياءالدين:" العولمة والانفتاح على الغرب دون ضوابط و مشاهدة ما يخل بالأدب الىجانب ارتداء ملابس لا تتناسب مع  قواعد الدين ثم عمل المرأة غير محرم لكن اصبحت تمارس مهن غير مقبولة وتتعدى على جوهرة الأنوثةالتي انعم بها الله عليها وكل هذا بحجة الحرية والجمالية ."

اما من وجهة نظر اعلامية ، يؤكد استاذ في الاعلام عبد الناصر طبيشات ان لوسائل الدور الاكبر في تفشي هذه السلوكيات حيث تبث مشاهد تخدش الحياء وتشجع على ممارسة الحرية المطلقة ،كما يوضح الى دورها في تغير القيم حيث ان الفرد الملتزم ينظر اليه بأنه رجعي او ضعيف الشخصية على النقيض الفرد الخارج عن المألوف وبالأخص بالمعنى السلبي فيلقى تصفيقا و يوصف بالقوي . ويقول الطبيشات:" الحمدلله انه ما زال ينظر الى هذه الفئة المقلدة وغير الواعيةبشكل دوني ."

في حين تؤكد نجلاء صالح اخصائية في الخدمةالاجتماعية الخلط بين مفهوم الثقة والحرية بلا ضوابط هو وراء ممارسة الشباب لهذهالسلوكيات ، وتلفت صالح الى ان شباب المدن هم النسبة الاكبر من ضحايا التقليد لانابناء المجتمعات الريفية لديهم تحفظ اكثر . وتقول :"يلجأ البعض لهذا كنوع من التميز و يؤسفنا ان هنالك فئة تبحث عن الشذوذ السلوك لاعتقادهم هذا هو مدلول الشخصية الفريدة ." وتؤكد بأنها ليست سوى مسألة وقت "موضة " واذااستمرت فستكون محصورة بفئة محدودة لأن المجتمع ينفر منهم ، فضلاً عن التزامه بالعادات والتقاليد في النهاية .


 

العازف الكفيف لـ"بلد نيوز"
أحمد حسين مصطفى :" الموسيقى علم قبل أن تكون فن "

"ترى الكفيف يشق الدرب منطلقا لم يثنه ما يلاقيه من التهمِ" ، وجود علة في الإنسان لا يعني أن يتوقف ويبقى بين أربعة جدران بل العكس ان يتقدم ويتعلم ويكون مؤثرأ في المجتمع وقدوة يحتذى بها وهذا ما يقوم به العازف الكفيف أحمد حسين مصطفى (41 عاماً) .

يعمل أحمد مصطفى في وزارة الثقافة ويدرس الموسيقى في نادي معلمين مدينة المفرق و عضواً في نقابة الفنانين الأردنيين شعبة العزف والغناء ، وإلى جانب وظيفته فهو يعزف في حفلات الأعراس  وغيرها من المناسبات الشعبية .

يقول أحمد : " ولدت طفلأ مبصر ، في الثانية من عمري أصبت بمرض "الحصبة الألمانية " وبعدها بدأت حاسة البصر تضعف تدريجياً وخلال  عامين قد فقدتها . كانت صدمة كبيرة للوالدين آنذاك بالرغم من ذلك واصلت دراستي المدرسية  من النوع السمعي  في معهد النور في الكويت  حيث كنا مقيمين . بصدق ، لم أكن متفوقاً في المواد العلمية كالرياضيات والعلوم وكانت الموسيقى تجذبني واتذكر المفاتيح بسر

عة ، تقبل والداي الموضوع  وربما لعدم علمهم بما تعنيه الموسيقى لأنهم كانوا أُميين وبسطاء ."

يتابع :" أول آلة موسيقية اقتنيتها كانت الأكورديون في السادسة من عمري ومن ثم الأورك وكان من الحجم الصغير و من الصعب الحصول عليه ، بالإضافة الى كتب الموسيقى  وكيفية العزف ومقطوعات مشهورة وكان أخي يقرأها لي وكان يمد يد العون دائما ثم أقوم بالتطبيق مباشرة ، وكنت أنخرط في اجواء الحفلات كثيراً و بذلك نميت موهبتي  بنفسي  بالاجتهاد والممارسة . الموسيقى علم قبل ان تكون فنأ وتحتاج لحسٍ وموهبة ولا يتقصر امتلاكها على الإنسان غير المعلول فقط  كما ليس كل صاحب ذوي احتياجات خاصة ذو موهبة " .

وعلى النقيض من اغلب ذوي الاحتياجات الخاصة أحمد يتقبل المساعدة  ، ويكمل:" حتى سن الخامسة لم أكن اتعرض لاي مشاكل مع اقراني ولم أدرك المجتمع إلا على كبر وعندما رجعنا الى الأردن حيث اكملت دراستي الثانوية في مدرسة فوزي بن ملقي أصبحت اتعرض الى مضايقات وبعض مصطلحات تدعو الى الشقفة مثل "يا حرام" وهذا يؤثر على الناحية العاطفية  والنفسية ، وخاصة في مجتمعاتنا الشرقية ذو الاحتياجات الخاصة لا يعتبر انسانا وتتم معاملته بطريقة غير سليمة  ولا يحق له العمل ،وما ألاحظه ان الجيل قبل 15 عاما أفضل مما هو حاليا يفكر الاغلبية بطريقة غير واعية وبشكل سطحي ومادي والسخرية من الأخرين  واناعلى قناعة  بان المجتمع البسيط المثقف يكون في بعض الحالات افضل من المتعلم  ".

 

أقدم أحمد عام 2006 خطوة في أخرى في حياته وهي إرادته في الانضمام الى النقابة لكنه لم يجتاز الامتحان أول مرة ،فيقول أحمد:" بسبب الصورة النمطية  لم يتم قبولي في المرة الأولى لأنه كفيف ، لكنني لم أصاب باليأس بل حاولت مرة التقدم مرة أخرى ووقف الى جانبي اخي كالمعتاد واقنعهم بأن يحكموا علي من بعد أن يقدروا قدراتي وموهبتي وبالفعل نجحت وانضممت لشعبة العزف والغناء عام 2007 ".

وما يؤكد على أن أحمد صاحب ذوق رفيع وموهبة متميزة هو مصادر إلهامه مثل : الموسيقي المصري عمار الشريعي ، موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب  الذي اثر فيه كثيرا  وكذلك سعيد ملكاوي  صاحب اغنية "الأرض بتتكلم عربي".

أما عن حياته اليومية ، يذكر:" أعيش وحيدا في منزل والدي المرحوم  القريب من منزل أخي وعائلته ، أقوم بالاعمال المنزلية والشخصية بنفسي ما عدا تجهيز الطعام  فيحضره لي أخي او ابنائه ، والعامل الضروري لمساعدة الكفيف على التنقل والحركة هو وجود مسافات واسعة .الأمر الآخر هو انني لست متزوج وهذا ليس بسبب العلة انما بصدق الحالة المادية المتدنية  ".

إلى جانب ذلك  فهو يتابع التطورات الحديثة في مجال الآلآت الموسيقية فقد تعلم استخدام الأورك الالكتروني  ذو التقنية العالية ، ولم يتوقف أخوه عن مد اليوم لأحمد فقد أستطاع مساعدته في التعلم على الالكتروني من خلال ما يستطيع التوصل اليه من ادوات والاستغناء عن شاشة اللمس .

يبين أحمد أنه تأثر كالبقية نتيجة دخول اللأجئين  :" الموسيقى مثل باقي القطاعات تأثرت بقدوم اللاجئين و عمل بعضهم بدل المواطنين كونهم ايدي عاملة غير مكلفة  باختصار عزف الحفلات كالأعراس أصبح لعبتهم ".

وأخيرا يذكر أهمية احترام اصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة وعدم النظر اليهم بإزدراء وسلبية والحكم من دون سابق معرفة بهم وقدراتهم  وتوفير حقوقهم كالعمل.

 



قاسم الشقران لـ " صحافة اليرموك "

" هدف المركز تعليمي بالدرجة الأولى وتقديم يد العون والمساعدة للطلبة "

 

صحافة اليرموك- اربد يعد مركز التصميم الأول من نوعه الذي يوفر قاعدة قوية في مجال البحث و التصميم بكافة أنواعه و هو مؤسسة رسمية تتبع قوانين وأنظمة الجامعة ، كما يقدم خدمات للطلبة من الجامعة و خارجها والمستثمرين لتلبية حاجات السوق المحلي من خلال برامج و دورات تدريبية في التصميم الجرافيكي والصناعي ،وتوفير حلقة تواصل مباشرة بين الطلبة والمدرسين ذو كفاءة فنية عالية وكما ان هدف المركز تعليمي وليس مادي لأنه ما يقدمه من برامج و دورات ومشاريع تصميم للطلبة او المؤسسات بأسعار التكلفة دون أرباح.

في لقاء أجرته صحافة اليرموك مع قاسم الشقران مدير مركز التصميم في جامعة اليرموك أشار الى ان المركز يقدم دورات تدريبية للطلبة من جامعة اليرموك وجامعات أخرى من مختلف التخصصات بالإضافة الى المهتمين من المجتمع المحلي ، كما انه يقدم برنامج الدبلوم التدريبي لمدة سنة دراسية ويبدأ مع المتدربين من الصفر وتدريسهم أهم الأسس في استخدام أدوات برامج التصميم مثل الفوتوشوب و الأوتوكاد وإكسابهم المهارات الأساسية لتطوير قدراتهم لاحقاً ، وأشار المدير الى انه ينصح قبل الانضمام الى البرنامج بالحضور والمشاركة وتقييم الذات لأنه هنالك من لا يمتلك الحس الفني وهو شيء ضروري لا غنى عنه في التصميم حينها لا داعي للتسجيل في البرنامج التدريبي او الاستمرار فيه ، ومن خلال هذه البرامج التدريبية يكتسب مهارات برنامج تصميمي معين ومع الإلمام بالبرامج التصميمية الاخرى فسوف يكون مبدعاً ، الى جانب البرامج فهنالك دورات تدريبية من 30 ساعة لكافة برامج التصميم الجرافيكي مبيناً انه يتم تحديث البرامج سنويا مع كل اصدار جديد لكل برمجية ، والآن المركز بصدد طرح دورة تدريبية لبرمجية المايا .

و وضح قاسم الشقران ان البرامج تقدم لكافة طلبة جامعة اليرموك من مختلف التخصصات فهنالك طلبة لديهم رغبات و ميول في مجال التصميم والرسومات ، أما بالنسبة للطلبة من الجامعات الأخرى مثل جدارا ، البلقاء التطبيقية وجامعة العلوم والتكنولوجيا فيرجع سبب انضمامهم الى البرامج والدورات هو وجود مساقات تصميم إجبارية او تدريب ميداني في تخصصاتهم مثل التصميم الصناعي او قد يعود أيضا الى الرغبة في التعلم وتطوير المهارات التصميمية . كما ذكر انه معرض رؤيا في كانون الثاني من العام الحالي الذي قدم فيه طلبة التصميم الصناعي في جامعة البلقاء التطبيقية بالتعاون مع المركز أعمالهم وكان غايته تحفيز الانتاج وإنجاز تصاميم وقوالب بمواصفات معينة في زمن محدد.وأشار ان ما يثير إعجابه هو انضمام بعض المدرسين في التصميم من كافة الجامعات في دورات تدريبية لغايات تحسين مستواهم ومهاراتهم ، وان القائمين على التدريب هم طاقات من داخل المركز والجامعة .

وبين الشقران ان للمركز دور في جذب المستثمرين الأردنيين لإنتاج تصاميم وقطع حسب المواصفات المطلوبة في فترة زمنية محددة إلا ان عامل الزمن يبقى عثرة في حال عدم توفير الجهة المستثمرة المواد الخام فيلجأ المركز الى طلبها حسب اجراءات رسمية وهذا ما يتطلب وقت إضافي .فذكر انه تم التعامل مع مؤسسات رسمية مثل السلاح الجوي الملكي فقد قام المركز بتصميم وتجهيز قطع خاصة بجودة وكفاءة عاليتين حسب المواصفات المحددة والكلفة المنخفضة نسبيا مقابل تجهيزها خارج الاردن وتوفر ميزة السرية كونهما مؤسستان رسميتان .

وأكد قاسم الشقران على انه هدف المركز تعليمي بالدرجة الأولى وخدمة الطلبة وليس لتحقيق أية أرباح مادية فهو وجد لتقديم يد العون والمساعدة لهم فهو يعرض الاستشارات المجانية للطلبة وحتى المستثمرين ، فضلا عن ان الدورات والبرامج وانجاز التصاميم باسعار رمزية لا تشمل سوى تكلفة المواد الخام واستهلاك الماكنات الحديثة ، علاوة على ذلك طمح الى ان تمتد يد العون الى جميع الجامعات الاردنية وافراد المجتمع المحلي والتأمل في تحقيق صناعة محلية بتصميم نماذج وسحب كميات منها .

الصداقة بين التقليد الأعمى للغرب ومفهومها الشرقي

الصداقة بين التقليد الأعمى للغرب ومفهومها الشرقي
" الصداقة بين الرجل والمرأة ممكنة ضمن إطارها السليم "

يقول فولتير :" أيتها الصداقة لولاك لكان المرء وحيداً ، وبفضلك يستطيع المرء أن يضاعف نفسه وأن يحيا في نفوس الأخرين " . يحتاج كل فرد إلى كائن آخر يقاسمه تفاصيل حياته او يستمع له ويخفف عنه و هذا الكائن ليس الأم ولا الأب و لا الإخوة و الأقارب ولا شريك الحياة ، هو الصديق . والصداقة حاجة انسانية تجمع البشر بغض النظر عن اللون والعقيدة والعمر والمستوى الثقافي والجنس (الجندر) إلا ان الصداقة بين الرجل والمرأة لطالما كانت احد المفاهيم الأكثر إشكالاً وجدلاً ، أضف الى ذلك نظرة المجتمع السلبية بأنها احد اشكال الخطيئة . غير ان هنالك حالات فردية مشبعة بالثقافة والوعي الى جانب القيم الدينية والانسانية تؤمن بالصداقة ما بين الجنسين المختلفين .وتعتبر الصداقة احد المواضيع الاجتماعية المهمة لذلك قمنا بحوار الدكتورة نجلاء صالح في قسم علم الاجتماع و الخدمة الاجتماعية في كلية الآداب عن الصداقة وخاصة بين الرجل والمرأة في مجتمعنا .
v      هل علاقة الصداقة حقيقة موجودة أم خيال ؟
علاقة الصداقة موجودة أكيد والدين يدعو لها و المجتمعات العربية تتصف بالألفة وتميل لتكوين الصداقات . وهي ظاهرة صحية وخاصة للشباب ، كما انها مهمة في المجال الاجتماعي وتعتبر حاجة نفسية من خلالها يحظى الإنسان بالتقدير والأهتمام وهذا في غاية الأهمية للإنسان .
v      هل من الممكن ان تكون علاقة "مصلحية" ؟
الصداقة شيء وجداني وليس نفعي ولكن ان تحولت لعلاقة نفعية ومصلحية فهذا مؤشر على اختلال في القيم ويجب البحث في أسبابه ، وأخذت بعض الصداقات التحول بالتدريج لعلاقات نفعية لأن المجتمع اصبح يميل الى المادية وذلك يؤدي الى مشكلات واضطرابات نفسية وخاصة لفئة الشباب ، فقد اشتكى لي بعض الفتيات عن تعرضهم للاستغلال بسبب العلاقة النفعية تحت اسم الصداقة و أدى الى فقدانهن الثقة بالآخرين . لذلك يجب انتقاء الصديق الحقيقي بدقة و بسبب التغييرات السريعة التي يشهدها العالم اليوم هنالك حاجة لوجود صديق قريب لاستشارته دون مقابل .
v      هل الصداقة بين الرجل و المرأة ممكنة أم هي قلعة من الرمال ؟
ممكنة 100% ولن تكون قلعة من الرمال إذا كان الطرفين على مستوى من الوعي والإدراك وهذا لا يشترط التعليم وتتمثل صداقاتهما باستماع كل منهما للطرف الاخر ، لكنها تشوه بنظرات المجتمع و تقاليده وتتحول العلاقة البريئة في نظر الاغلبية الى علاقة سلبية .
v      أين من المرجح ان تنشأ هذه الصداقات ؟
تنشأ في اماكن العمل والدراسة وبالإضفة الى اماكن مزاولة الانشطة مثل الاندية الثقافية والرياضية باختصار في اماكن عامة وليس في الخفاء .
v      تأثير العولمة على هذه العلاقة البريئة؟
صداقة الرجل والمرأة موجودة مسبقاً إنما بنسب بسيطة ولدى فئة معينة وبدخول العولمة ومتطلباتها على فئات غير واعية والرغبة في محاكاة الغرب ونهج حياتهم قامت هذه الفئات بتشويه صورة العلاقة البريئة لفقدانهم الوعي والتقليد الاعمى لفئة الطبقة الراقية وتحويل الصداقة بين الجنسين لظاهرة سلبية .
v      هل تؤدي الى زواج الصديقين ؟
لا اعتقد انها تنتهي في الاغلب بالزواج ، ولا يجوز تشريعها لبداية زواج سليم وانما نكتفي بالتعارف لغايات الزواج .

v       ما الأمور التي يجب مراعاتها للحفاظ على إطار الصداقة البريئة؟
للحفاظ على الاطار السليم لهذه العلاقة لا بد من الالتزام بالحدود كالابتعاد عن استخدام الكلمات البذيئة ، عدم التطاول بالايدي حيث ان جسم المرأة هالة بحد ذاته وله خصوصية فالعلاقة مبنية على العقل وليس الجسد ، كذلك تحديد اوقات التواصل فلا يسمح بالاتصال في وقت متأخر ، واخيرا دور الاسرة في المراقبة والتوجيه .
v      كيف تنتهي هذه الصداقة عادة ؟
تنتهي على الأغلب بزواج احد الطرفين لأنه من المؤكد الزوج وخاصة الشرقي لن يسمح لزوجته باستمرار علاقة مع رجل اخر ولو كانت بريئة ، وقد تستمر في حالات نادرة واستثنائية وهي ان يكون الشاب صديق للزوجين .
v      لماذا لا تعترف او تقبل مجتمعات العالم الثالث بهذا النوع من الصداقات ؟
بالاضافة الى ذلك فهو مجتمع شرقي يميل الى التدين ، له عاداته وتقاليده المتوارثة من جيل الى اخر تؤثر على تفكير افراده ، والجدير بالذكر ان الدين الاسلامي لم يرفضها قطعيا إنما أباحها في إطار العمل في مواقف معينة دون أية  اهداف .
v      هل تعتبرين حضرتك ان العلاقات التي ترينها في الجامعة بين الفتيات والشباب هي صداقات بريئة؟
للاسف لا ، الطبيعة العاطفية للفتاة والكبت و فقدان الحوار والرقابة الصارمة والعنوسة المبكرة تجعل الفتاة وحتى العقلانية الرغبة في تحدي الاسرة والمجتمع ، ومن جهة اخرى الشاب يحاول محاكاة الغرب في امور ولكنها تنتهي بالتقليد الأعمى دون الوعي ومما يؤدي الى علاقات صداقة نفعية وحدوث مشاكل اجتماعية للفتاة على وحه الخصوص مع اسرتها و قد تصل احيانا الى العشائر ، و الخطأ في هذه الحالة مسؤولية كلاهما .
و هكذا ، نصل الى ان الصداقة بينهما ممكنة وكل ما تحتاج اليه هو توقف شباب اليوم عن التقليد الاعمى وليس هناك من مشكلة في استخدام العقل والتصرف بشكل واعي و مسؤول، وأيضا ،ً كسر جدار الخوف وبناء علاقة مع الوالدين على اساس الاحترام و ان يكونا في الصورة والعلم بكل مجريات الحياة اليومية لابنهم و ابنتهم الى جانب وضع القيود اللازمة لتجريد العلاقة من اي رغبات تفسدها و أخيراً ان تكون في إطار العمل او الدراسة .